اعلن لدينا

للإعلان هنا يرجى الإتصال بنا

الاثنين، 3 أكتوبر 2016

اخبار السودان : فى تحقيق مثير..عن مناطق منسية بالخرطوم

فى تحقيق مثير..عن مناطق منسية بالخرطوم : سوق ألفين ..تجارة خارج السيطرة


تحقيق وتصوير : شيرين أبوبكر
ذهبت إلى منطقة تبعد عن وسط الخرطوم بحوالي (40) كلم وتقع تحديداً بالقرب من منطقة اليرموك بمحلية جبل اولياء. ليصلها الناس عليهم أن يمروا بمنطقة قلب الأسد وهي منطقة لا يمر بها إلا من كان يحسب نفسه أسداً سواء إن كان في كامل وعيه أو جعلته مغيبات عقل أن يحسب نفسه أسداً همام، ورغم ذلك قد يخرج منها كفأر تم سلخ جلده حياً.
سوق (الفين) هو المنطقة الوحيدة في السودان سعر السلع فيها موحد ، أي بضاعة فيه ب(جنهين) فقط لا غير ،الطريق المؤدي الى سوق (الفين) محفوف بمخاطر لا حصر لها وهو من ناحية الجنوب الشرقي لمنطقة النصر غرب ،طريق غير مسفلت وتجد السيارات والركشات نفسها تطير وتهبط مرة أخرى لكثرة مرتفعاته،منها تجد نفسك في منطقة مانديلا الشهيرة باندية المشاهدة وأندية (البلي إستيشن) والملاحظ أن معظم مرتاديها من الاطفال دون الخامسة عشر.سوق (الفين) يبعد عن منطقة مانديلا عشرة دقائق ،بيوت قليلة هي التي تسترها حوائط الطوب او الطين حيث اغلبها بيوت من القش مكشوفة .
تقضي فتيات سوق (الفين) نهارهن وهن ينتظرن اصحاب مزارع الدواجن بعد أن يرموا الفراخ الذي هلك لظروف معينة خارج اسوار المزارع ،ويكون هذا اليوم هو يوم فرحهن وهن يسرعن بالجوالات التي يحملنها لإلتقاط كميات الفراخ الهالك وتعبئتة في جوالات ، وتقول إحداهن لـ(آخر لحظة ) أحيانا نأتي بها الى سوق الفين واحيانا اخرى يتم توزيعها على سوق آخر معروف بسوق (بروس) .
السوق مفروش بريش الفراخ الذي في أغلب الاحيان يتم طهوه كحساء او محمر بريشه كما توضح الصور ، الفراخ مفروش على جوالات خيش بالارض ومهما بلغ وزن الفرخة مطهوة أو غيرها فسعرها واحد وهو (جنهين ) لاغير .
المطعم الوحيد بالمنطقة ارضيته تراب والسقف عبارة عن اعواد من القنا وحوائطه من جولات الخيش مثبته بالقنا تشبعت بدخان الحطب المستخدم في تحمير الفراخ وهو الوجبة الوحيدة بالمطعم كحساء (شوربة ) وهي مصنوعة من رؤوس ومناقير وعيون الفراخ وحتى لسانه بالإضافة الى تيجان الديوك، أما الفراخ المحمر في (طشت) حديد كبير أسود اللون يوضع على كميات من الحطب مسنود بالطوب ويحمر في الزيت الاسود الذي يتم جلبه من سوق (بروس) وهو زيت من بقايا المطاعم وسعر الجالون منه عشرين جنيها ،ويفرش الفراخ على جوالات الخيش ، من يرغب في الشراء عليه أن يأتي (بماعونه) سواء للشوربة أو الفراخ المحمر فلا مكان للزبائن بالمطعم ( take away.
ما تبقي من الفراخ المستخدم في الشوربة يتم تقطيعه الى شرائح رفيعه كـ(شرموط) ويعلق في حبل طويل يمتد من اول المطعم الى آخره ويترك ليجف اسفل سقف المطعم المسقوف بجوالات الخيش السوداء والقنا ودخان الحطب داخل مطبخ المطعم يطرد الذباب من داخله الا انه يحوم بكميات مهولة خارجه وحول الفراخ المعروض على الارض .
وتروي إحدى بائعات الخضار بسوق (ألفين) كيف انها تحصل على بضاعتها من السوق المركزي ،وتقول أنها تذهب في الصباح الباكر قبل صلاة الفجر لتجد باقي الخضار الفائض والذي قضى ليلته في العراء وإستغنى عنه بائعه ،ثم تعود فرحة ببضاعتها حتى وإن كسبت فيها عشرة جنيهات فإنها تعتبر نفسها رابحة .


المصدر :  صحيفة الراكوبة
عن الكاتب Eljaily gamr

السودان الالكتروني

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

اعلن لدينا

للإعلان هنا يرجى الإتصال بنا